كلمة شكر في حق بيت الشعر
ان كانت توجد جائزة عابرة للقارات، و لا تمل من الترحال عبر العالم، فهي جائزة بوزغيبة للفن الساخر: استراليا، فرنسا، هولندا، الصين، المغرب، سويسرا،الهند ، مصر، هذه
هي المحطات التي مر منها الموكب "البوزغيبي". وعند كل توقف،لوحة تشكيلية
تؤرخ للحدث، وتحمل عبير لحظة إبداعها. حينما يتعذر ربط الاتصال بأحد
المتوجين، كما حدث السنة الماضية مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، قبل
وفاته، ننتظر الفرص المواتية، لتدارك الموقف. في ما يخص نجم، كاتبت السفارة
المصرية، وذهبت إلى مقرها الكائن بالرباط لأضع في مكتب الضبط ملفا كاملا،
لكن لحد كتابة هذه السطور، لم أتوصل برد على طلبي. المتمثل
في إعطائي عنوان بريدي لأرسل إليه"الطروفي".حاولت الاتصال بابنة الشاعر
نوارة نجم، عبر عنوان بريدها الالكتروني، كما كاتبت جريدة "التحرير" التي تشتغل معها كصحفية،لكن
بقيت رسائلي بدون رد. فكرت في القيام بسفر إلى مصر،لأوصل اللوحة إلى أحمد
فؤاد نجم، ولمحاورته من أجل إغناء فقرات الكتاب التي ستخصص إليه، كمتوج
ثامن، لكن الظروف السياسة المضطربة التي عاشتها مصر في تلك
الفترة حالت دون ذلك، فتعسر علي السفر. تمر الأيام، فيفتتح المعرض الدولي
للكتاب . يخبرني صديقي الشاعر والصحفي سعيد عاهد بان أمسية تكريمية تم
برمجتها ليوم السبت 22 فبراير، عند الرابعة والنصف بقاعة محمد الصباغ ، و
بأن الجهة المنظمة، أي "بيت الشعر"استضافت زينب، البنت الثالثة للراحل
فؤاد نجم. جئت إلى فضاء العرض باللوحة الرمزية التي تجسد الجائزة
الثامنة،والتي كانت من نصيب هذا الشاعر المتميز، والملتزم بقضايا
المستضعفين والمقهورين على وجه الأرض، ومعي نسختين من الكتابين
المونوغرافيين المتعلقين بهذه الجائزة الثقافية ، الأولى نشرت بالمغرب، والثانية بفرنسا، في حلتين ورقية والكترونية. أهديتهما مع اللوحةإلى زينب
لايسعني
إلا أن أشكر "بيت الشعر"الذي صالحني مع الوزارة الوصية، التي تجاهلت
اسمي، رغم نشري ل 8 كتب، من بينها 3 صدرت بفرنسا، وواحد بكندا. بيت الشعر
هذا سمح لي بملاقاة بنت الشاعر الكبير. فشكرا للأستاذ الدكتور حسن نجمي، الذي أطر اللقاء بفنية تواصلية راقية، وشكرا لسعيد عاهد، وحسن
النفالي، والأستاذ محمد أوجار،الذي قدمني إلى السفير المصري،لأتحدث إليه
بعفوية،عن مكاتباتي التي لم تحضا بالرد. لكن كما يقول البلاغيون:إن
الأشياء تعرف بخواتمها
إن
ألأمسية كانت في مستوى الحدث، والحضور الوازن للشخصيات الأدبية والفكرية
التي ساهمت في أنجاحها ، لخير دليل على القيمةالإبداعية للشاعر المحتفى
به، الراحل المصري أحمد فؤاد نجم
رزاق عبد الرزاق
فنان تشكيلي وكاتب
مؤسس الجائزة الدولية للفن الساخر